مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/06/2021 05:03:00 م

- الجزء الثالث - 

حقيقة البوذية وتعاليمها

حقيقة البوذية وتعاليمها 


الغوص أعمق في البوذية:

يرى بوذا بأن الوصول إلى النيرفانا سيمنع الولادة المتكررة للإنسان على طريقة تناسخ الأرواح لينطفئ بعدها بشكلٍ كاملٍ في نيرفانا الوجود التي تعني الراحة والسلام الأبديين.

كيف نصل إلى النيرفانا؟

بحسب بوذا فإنه لا يمكن الوصول إلى الراحة والسلام إلا عبر طريق الحياة الفاضلة والحكيمة بالإلتزام بالفضائل و مكارم الأخلاق والفهم العميق لحالة الوجود البشري

 وهذه حالة معرفية عميقة تُكتسب بالتأمل و التفكير العميق بالتوازي مع تطهّر القلب و العقل و الوجدان، فيمكن القول بان النيرفانا هي مزيج من الفضيلة والحكمة.

على كل إنسان أن يسلك درب الفضيلة عبر الحقائق الأربعة النبيلة التي توصل إليها بوذا تحت شجرة المعرفة وهي:

الحقيقة الأولى: الحياة معاناة:

 على الإنسان أن يدرك بأن حياته مليئة بالألم و المعاناة وأن كل ما يمر به منذ ولادته من المرض و الشيخوخة والرغبة الدائمة بالمزيد و الشعور بالعجز وعدم تحقيق الأهداف كل ذلك من أشكال المعاناة،

 وكذلك فإن مجالسة من لا نحب معاناة، و فراق من نحب معاناة،

 الخوف الدائم من الموت هو معاناة،

بل إن كل سعادة وقتية نشعر بها ستعقبها معاناة،

 وكل الظروف الصعبة من فشل و إحباط و خيبة أمل ستبب لنا المعاناة، فكل حياتنا سلسلة من المعاناة.

الحقيقة الثانية: سبب المعاناة هو الرغبة و الشهوة:

جميع مشاكل الإنسان ومعاناته تبدأ من رغباته غير المنتهية وشهوته وتعطشه للمزيد 

فإذا كانت المعاناة كالنار فالرغبة و الشهوة مثل الوقود لها.

الحقيقة الثالثة: من الممكن إيقاف المعاناة:

وذلك بإخماد الرغبة و الشهوة داخل الإنسان عن طريق التحكم والسيطرة على حياتنا و رغباتنا فعند معالجة أساس المشكلة تنتهي جميع أشكال المعاناة. 

الحقيقة الرابعة: يوجد طريق يقود فعلاً إلى إنهاء المعاناة:

و هو الطريق الوسط بين طريقي الانغماس الكلي في ملذات الحياة وطريق الزهد الكامل وهذا الطريق الوسط يقوم على ثماني قواعد هي:

  1. الرؤية الصحيحة
  2.  النية السليمة
  3.  عفة اللسان
  4.  العمل الصالح
  5.  العيش بطريقة سليمة بعيداً عن الرذائل
  6.  التفاني في الجهد
  7.  الوعي الصحيح لمصادر الحكمة
  8.  التأمل السليم في معاني الحكمة.

عند التزام المرء بقواعد هذه الطريق يمكنه التغلب على ثالوث الجشع و الكراهية و الوهم و استبدالها بالفضيلة و الحكمة و ذلك ما يوصله إلى الخلاص الدنيوي و الخلاص الأبدي.

إقرأ المزيد ...

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.